الدمج في التربية الخاصة

من أكثر القضايا إثارة للجدل في أوساط التربية الخاصة في الوقت الراهن قضية الدمج الأكاديمي والاجتماعي لفئات الأطفال غير العاديين، وذلك بسبب اختلاف الآراء بين مؤيد ومعارض لبرامج الدمج، وخاصة في السنوات العشرين الأخيرة، وظهر مفهوم الدمج بشكل واضح في التربية الخاصة نتيجة للانتقادات التي وجهت إلى برامج التربية الخاصة النهارية، والتي كانت خلاصتها عزل الطفل غير العادي عن الأطفال العاديين، وقد أدت هذه الانتقادات إلى ظهور أشكال متعددة من الدمج الأكاديمي، والمتمثلة في الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية وفي الدمج الأكاديمي، وفيما بعد أخذت شكلا آخر من أشكال الدمج ألا وهو الدمج الاجتماعي.

مصطلح الدمج الأكاديمي

يفهم المتلقين مصطلح الدمج في المجال الأكاديمي على خصوص بيئة المدرسة وبيئات التعلم حصراً، قام العديد من المهتمين في هذا المجال بتعريف الدمج الأكاديمي، ولكن ملخص هذه التعريفات كان يرمي إلى أن الدمج الأكاديمي يقصد به مساعدة الأطفال غير العاديين على التعايش مع الأطفال العاديين في الصف العادي أو البيئات التربوية، وذلك بشكل مؤقت أو دائم بشرط توفير عوامل النجاح للدمج، ومن هذا الباب يجب الحديث عن أهم النتائج المرجوة من خلال هذا المصطلح، وهي توفير فرص التفاعل الأكاديمي والاجتماعي، وهذا المفهوم يبنى على توفير وتوضيح شروط وعوامل النجاح للدمج ومنها المسؤوليات المترتبة على كل من إداريي ومعلمي المدرسة العادية ومعلمي التربية الخاصة.

مصطلح الدمج الأكاديمي

ظهر مصطلح الدمج الاجتماعي نتيجة للاتجاهات الإيجابية التي رافقت عملية الدمج الأكاديمي، ونتيجة للاتجاهات التي رافقت الأفراد غير العاديين، وعند الحديث عن الدمج الاجتماعي فإننا نقصد به دمج الأفراد غير العاديين في الحياة الاجتماعية العادية، وتظهر عملية الدمج في هذا الباب في مظهرين: الأول هو الدمج في مجال العمل، ويقصد به توفير الفرص المهنية المناسبة للأفراد غير العاديين للعمل كأفراد منتجين في المجتمع مع قبول ذلك اجتماعيا.

أما المظهر الثاني فهو الدمج في مجال السكن والإقامة، ويقصد به دمج الأشخاص غير العاديين في الحياة الاجتماعية العادية مع الأفراد العاديين، وذلك بعد تأهيلهم مهنياً واجتماعياً للعيش بشكل مستقل في الأحياء السكنية والتجمعات السكنية العادية، ويسبق ذلك تقبل الأشخاص العاديين لهم والذي يعمل على تحقيق المفهوم وتحقيق أهدافه.

أنواع الدمج وأشكاله

ظهرت ثلاثة أشكال من الدمج، وهي كما يلي:

1- الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية: وهي تعتبر شكلاً من أشكال الدمج الأكاديمي، حيث يلتحق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في نفس البناء المدرسي، ولكن في صفوف خاصة بهم أو وحدات صفية خاصة بهم .

2- الدمج الأكاديمي: ويقصد به التحاق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية طوال الوقت، حيث يتلقى هؤلاء الطلبة برامج تعليمية مشتركة، ويشترط هنا توفر عوامل النجاح مثل تقبل الطلبة العاديين للطلبة غير العاديين وتوفير مدرس التربية الخاصة الذي يعمل جنباً إلى جنب مع المدرس العادي.

3- الدمج الاجتماعي: ويقصد به دمج الأفراد غير العاديين مع الأفراد العاديين في مجال السكن والعمل، ويطلق على هذا النوع من الدمج بالدمج الوظيفي، ويهدف إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي والحياة الاجتماعية الطبيعية بين الأفراد العاديين وغير العاديين.

الأهداف المتوقع تحقيقها من الدمج

اذا تم تطبيق الدمج بكامل شروطه فإنه يتوقع تحقيق ما يأتي:

1- إزالة الوصمة المرتبة ببعض فئات التربية الخاصة.

2- توفير الفرص التربوية المناسبة للتعلم، ويقصد بذلك أن البرامج تعمل على زيادة فرص التفاعل الصفي بين الطلبة العاديين وغير العاديين.

3- تعديل الاتجاهات نحو فئات التربية الخاصة. 

4- زيادة فرص التفاعل الاجتماعي بين الأطفال العاديين والأطفال غير العاديين. 

5- توفير الفرص التربوية لأكبر عدد ممكن من فئات التربية الخاصة.

6- توفير الكلفة الاقتصادية اللازمة لفتح مراكز ومؤسسات التربية الخاصة.

 

معيقات إنجاح الدمج

هناك العديد من المعيقات لنجاح الدمج وتشمل هذه المعيقات:

1- توقعات المعلمين واتجاهاتهم وقبولهم لفكرة الدمج. 

2- تدني مستوى المساهمة الفعالة للأسر، حيث يبرز الدور الفعال للأسرة في تحقيق الدمج الناجح.

3- مهارات المعلمين العاديين، ومعلمي التربية الخاصة وكفاءاتهم.

4-نقص الدعم المقدم للمعلمين وزيادة أعباءهم، ففي بعض الأحيان يجب دعم المعلمين بالدورات التي توضح شروط وآلية الدمج الناجح.

5- قلة الأدلة العلمية على جدواه.

6- التمويل الذي يوفر جميع احتياجات ومتطلبات الدمج.


المراجع

الروسان،فاروق.(2013).قضايا ومشكلات في التربية الخاصة.عمان،الأردن.

2-الزبون،ايمان.(2013).التوجهات الحديثة في التربية الخاصة.عمان،الأردن

عن hmdqudah

شاهد أيضاً

وظائف لأولياء الأمور مع الأطفال المصابين بالتوحد

وظائف لأولياء الأمور مع الأطفال المصابين بالتوحد

بالإضافة إلى التحديات الأخرى التي تأتي مع تربية طفل مصاب بالتوحد ، يعاني العديد من …

مشكلة اسبرجر لدى الأطفال

مشكلة أسبرجر لدى الأطفال

تعتبر أعراض أسبرجر خفيفة نسبيًا مقارنة بالأشكال الأكثر حدة من اضطرابات النمو المنتشرة، ولا يتم …

اترك تعليقاً